٦- الولادة الروحية

الولادة الروحية 

 

يقدم لنا البشير يوحنا رسالة واضحة عن الولادة الجديدة في حديث دار بين رجل دين متدين يهودي وبين المسيح. نقدم لكم هذا الحديث كما ورد في الإنجيل آملين أن يساعدكم على معرفة الموضوع المصيري، الولادة الروحية.

"كان إنسان من الفريسيّين إسمه نيقوديموس رئيس لليهود. هذا جاء إلى يسوع ليلاً.

وقال له: يا معلّم نَعلم أنّك قد أتيت من الله مُعلّمًا لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معه.

أجاب يسوع وقال له: الحقّ الحقّ أقول لك إن كان أحد لا يولَد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.

قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعلّه يقدر أن يدخل بطنَ أمّه ثانيةً ويولد؟

أجاب يسوع: الحقّ الحقّ أقول لك إن كان أحد لا يولَد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسدٌ هو، والمولود من الروح هو روح. لا تتعجّب أنّي قلت لك ينبغي أن تولَدوا من فوق. الريح تهبّ حيث تشاء، وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كلّ مَن وُلد من الروح.

أجاب نيقوديموس وقال له: كيف يمكن أن يكون هذا؟

أجاب يسوع وقال له: أنت مُعلّم إسرائيل ولستَ تَعلم هذا! الحقّ الحقّ أقول لك إنّنا إنّما نتكلّم بما نَعلَم ونشهد بما رأينا ولستم تقبلون شهادتنا. إن كنت قلت لكم الأرضيّات ولستم تؤمنون فكيف تؤمنون إن قلتُ لكم السماويّات؟ وليس أحدٌ صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء ابن الانسان الذي هو في السماء. وكما رفع موسى الحيّة في البرّيّة هكذا ينبغي أن يُرفَع ابنُ الإنسان، لكي لا يهلك كلّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة. لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة. لأنّه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليَخلُص به العالم. الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دِينَ لأنّه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. وهذه هي الدينونة: أنّ النور قد جاء إلى العالم، وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. لأنّ كلّ مَن يعمل السيّآت يبغض النور، ولا يأتي إلى النور لئلاّ توبَّخ أعماله. وأمّا مَن يفعَل الحقّ فيُقبِل إلى النور لكي تظهر أعماله أنّها بالله معمولة."

ويخبرنا البشير يوحنا عن شهادة يوحنا المعمدان المعروف أيضا ً بإسم النبي يحيى عن المسيح في حديث دار بينه وبين تلاميذه:

"بعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمِّد. وكان يوحنّا (أي يحيى) أيضًا يُعمِّد في عين نون بقرب ساليم لأنّه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون. لأنّه لم يكن يوحنا قد أُلقِي بعد في السجن. وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنّا مع يهودٍ من جهة التطهير.

فجاءوا إلى يوحنا (يحيى) وقالوا له: يا معلّم هوذا الذي كان معك في عَبْر الأردن، الذي أنت قد شهدتَ له، هو يعمد والجميع يأتون اليه.

أجاب يوحنّا (يحيى) وقال: لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئًا إن لم يكُن قد أُعطِيَ من السماء. أنتم أنفسكم تشهدون لي أنّي قلتُ: لستُ أنا المسيح بل إنّي مُرسَل أمامه. مَن له العروس فهو العريس، وأمّا صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرَح فرحًا مِن أجل صوت العريس. إذًا فرحي هذا قد كَمَلَ. ينبغي أنّ ذلك يزيد وأنّي أنا أنقُص. الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع، والذي من الأرض هو أرضيّ ومِن الأرض يتكلّم. الذي يأتي من السماء هو فوق الجميع، وما رآه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس أحدٌ يقبلها. ومن قَبِلَ شهادته فقد خَتَمَ أن الله صادق، لأن الذي أرسله الله يتكلّم بكلام الله. لأنّه ليس بكيلٍ يعطِي الله الروح. الآبُ يحبُّ الابنَ وقد دفع كلّ شيء في يده. الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية، والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياةً بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا ٣: ١-٣٦).