من هم شهود يهوه؟

  من هم شهود يهوه؟

 
أعزائي الباحثين،
 

إن منظمة شهود يهوه هي من أخطر المنظمات الدينية التي تحارب المسيح في العالم. وخطرها يكمن في أنها تمارس نشاطاتها وتبث سمومها التعليمية في أوساط الناس البسطاء غير المدركين تماما ً للتعاليم المسيحية الحقيقية، وذلك من خلال إعتماد أسلوب الذئب الذي يلبس ثياب الحملان، بهدف خداع النفوس وإقتناصها. وقد سبق لربنا يسوع أن حذرنا من الوقوع في فخ أمثال هؤلاء الكذبة قائلا ً "إحترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" (متى ٧ : ١٥). كما أن الرسول بولس قال بالوحي المقدس "وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافا ً للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم. لأن مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع بل بطونهم، وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء" (رسالة رومية ١٦ : ١٧ و١٨). كما أنه يقول في مكان آخر "إحترزوا إذا ً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي إقتناها بدمه. لأني أعلم هذا أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. ومنكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم" (أعمال الرسل ٢٠ : ٢٨ - ٣٠).

ينتشر شهود يهوه في كل انحاء العالم، ولكن مركزهم الرئيسي هو في بروكلين بمدينة نيويورك الأميركية. وتتميز إجتماعاتهم بطابع السرية. وهم يشتهرون بكثرة المطبوعات المصورة والملونة التي يصدرونها لشرح معتقداتهم الباطلة. كما أن لهم ترجمتهم الخاصة للكتاب المقدس، وهي ترجمة فاسدة تحمل عنوان "ترجمة العالم الجديد". وقد إعتمد شهود يهوه أسماء عديدة لطائفتهم قبل أن يستقروا على إسمهم الحالي المأخوذ من قول الرب لشعبه القديم "وأنتم شهودي يقول الرب (يهوه) وأنا الله" ( أشعياء ٤٣ : ١٢). أما عن أشهر تعاليمهم الشريرة فسنحاول المرور عليها بإختصار، لكشف زيفها في ضوء كلمة الله الصادقة والأمينة.

 

ينكر شهود يهوه عقيدة التثليث أو الثالوث الأقدس، أي حقيقة أن الله هو "الآب والإبن والروح القدس" ، مستندين إلى حجة عدم وجود كلمة "ثالوث" في الكتاب المقدس. ولكننا نقول أنه ولو لم توجد هذه الكلمة، لكن الحقيقة نفسها تملأ الكتاب المقدس من أوله إلى آخره. ويكفينا الإستدلال بما قاله ربنا يسوع لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء "فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم ، وعمدوهم بإسم الآب والابن والروح القدس" (متى ٢٨ : ١٩). فهو لم يقل "وعمدوهم باسماء" ( أي بالجمع )، ذلك لأن الآب والإبن والروح القدس كأقانيم هم ذات الإله الواحد، الذي تتميز وحدانيته بأنها جامعة وليست محدودة أو مطلقة كوحدانية البشر. والرسول يوحنا ايضا تحدث عن الثالوث الأقدس فقال "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة، الآب والكلمة (أي الإبن) والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (رسالة يوحنا الأولى ٥ : ٧).

 

ينكر شهود يهوه إلوهية الرب يسوع المسيح، أي أنه الله الظاهر في الجسد، ويعتبرون أن الله قد خلقه. وقد إستند شهود يهوه في إدعائهم هذا على الآية التي تقول "... نعلم أن ليس وثن في العالم وأن ليس إله آخر إلا واحدا ً. لأنه وإن وجد ما يسمى آلهة، سواء كان في السماء أو على الارض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون" ( رسالة كورنثوس الأولى ٨ : ٤ و٥). وفي تفسيرهم لهذه الآية يقولون أنه لا يوجد سوى إله واحد بالمطلق، وأن يسوع واحد من جملة الآلهة والأرباب كرب العائلة او رب العمل، وأنه أدنى رتبة من الله يهوه. وقد تغافلوا عن مئات الآيات التي تبين حقيقة شخص الرب يسوع كالإله المتجسد لفداء البشر مثل :

"وبالإجماع عظيم هو سر التقوى. الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد" ( رسالة تيموثاوس الأولى ٣ : ١٦).

" ونعلم أن إبن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في إبنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " (رسالة يوحنا الأولى ٥: ٢٠). 

عن هذا الفكر الشرير لدى شهود يهوه يقول الرسول يوحنا بالوحي المقدس:

"لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد. هذا هو المضل والضد للمسيح. أنظروا إلى أنفسكم لئلا نضيع ما عملناه بل ننال أجرا ً تاما ً. كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح (أي انه الله الظاهر في الجسد) فليس له الله. ومن يثبت في تعليم المسيح فهذا له الآب والإبن جميعا ً. إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام، لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" ( رسالة يوحنا الثانية ٧-١١). 

 "أيها الأحباء لا تصدقوا كل روح بل إمتحنوا الأرواح هل هي من الله، لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم. بهذا تعرفون روح الله. كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله. وهذا هو روح ضد المسيح الذي سمعتم أنه يأتي، والآن هو في العالم" ( رسالة يوحنا الأولى ٤: ١ - ٣) .

 

يعتبر شهود يهوه أن يسوع المسيح هو ميخائيل، أحد رؤساء الملائكة. وقد فاتهم ما جاء عن الرب يسوع كونه رب الملائكة كما نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين عنه أنه "بعدما صنع بنفسه تطهيرا ً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائرا ً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث إسما ً أفضل منهم. لأنه لمن من الملائكة قال (الآب) قط أنت إبني أنا اليوم ولدتك ... وأيضا ً متى أدخل البكر إلى العالم (أي ربنا يسوع بالتجسد) يقول ولتسجد له كل ملائكة الله. وعن الملائكة يقول الصانع ملائكته رياحا ً وخدامه لهيب نار. أما عن الإبن (فيقول) كرسيك يا الله إلى دهر الدهور" (الرسالة إلى العبرانيين ١ : ٣ - ٨). فالمسيح كما يظهر هنا هو الله الأزلي الأبدي وليس ملاكا ً كميخائيل أو غيره. كما يظهر أنه الرب الذي تسجد له كل ملائكة الله، بمن فيهم ميخائيل. وفي سفر الرؤيا ١٢ بينما نقرأ عن المسيح أنه جالس في عرش الله، نقرأ بعدها مباشرة عن الملاك ميخائيل ما يلي "وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين. وحارب التنين وملائكته" (رؤيا يوحنا ١٢ : ٧). فقد كان الملاك ميخائيل يحارب الشيطان وأجناد الشر الروحية في الدوائر السماوية، في نفس الوقت الذي كان فيه ربنا يسوع جالسا على عرش الله. فكيف يكون يسوع هو الملاك ميخائيل؟ " ولكن الروح يقول صريحا ً أنه في الأزمنة الاخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا ً مضلة وتعاليم شياطين في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم" ( رسالة تيموثاوس الأولى ٤ : ١-٣).

 

ينكر شهود يهوه شخصية الروح القدس كأحد الأقانيم الإلهية الثلاثة، ويعتبرونه مجرد قوة أو تأثير وليس أكثر، وفاتهم ما جاء في أماكن كثيرة من الكتاب المقدس عن كون الروح القدس شخصية عاقلة ومريدة وقادرة، وأنه الخالق والمحيي والمرشد. ويكفينا أن نورد بعض الشواهد للتدليل على عمل الروح القدس كأقنوم إلهي مستقل.

فالقوة لا تتكلم كما تكلم الروح القدس:

"فقال الروح لفيلبس تقدم ورافق هذه المركبة" (أعمال الرسل ٨: ٢٩).

"فقال لي الروح أن أذهب معهم غير مرتاب في شيء" (أعمال الرسل ١٢ : ١١).

والتأثير لا يبدي رأيه كما نقرأ عن الروح القدس :

"لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا ً غير هذه الأشياء الواجبة" (أعمال الرسل ١٥ : ٢٨).

"وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه ... فهذان إذ أرسلا من الروح القدس إنحدرا إلى سلوكية" (أعمال الرسل ١٣: ٢ - ٤). 

 

ينكر شهود يهوه قيامة المسيح بالجسد، ويقولون أن المسيح قام بروحه فقط بينما بقي جسده في الأرض، وفاتهم وجود آيات كثيرة تتحدث عن قيامة المسيح بالجسد، حيث نقرأ عنه كيف وقف في وسط التلاميذ بعد القيامة وقال لهم سلام لكم:

"ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يوحنا ٢٠ : ٢٠)

"فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم. أنظروا يدي ورجلي إني أنا هو. جسوني وانظروا. فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه" (لوقا ٢٤ : ٣٨ - ٤٠). 

 

ينكر شهود يهوه مجيء المسيح الثاني بالجسد، على إعتبار أنه لم يقم أصلا ً بالجسد لكي يعود فيه. وغاب عن ذهنهم المظلم أن حقيقة مجيء الرب هو الرجاء المبارك الذي ينتظر المؤمنون المسيحيون تحقيقه في وقت قريب جدا ً كما أعلن الكتاب في أماكن عديدة.

وقد تحقق في شهود يهوه ما قاله الرسول بطرس "عالمين هذا أولاً إنه سيأتي في آخر الأيام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات أنفسهم، وقائلين: أين هو موعد مجيئه؟ لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" (رسالة بطرس الثانية ٢ : ٣ و٤).

أما عن مجيء الرب الثاني بالجسد فالكتاب يقول:

"هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض. نعم آمين" (رؤيا يوحنا ١: ٧).

"ولما قال هذا إرتفع وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق، إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض وقالا : أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء؟ إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا ً إلى السماء" (أعمال الرسل ١: ٩ - ١١). 

 

ينكر شهود يهوه الخلود والدينونة ووجود جهنم، ويقولون أن مصير الأشرار سيكون الفناء التام والإضمحلال كما هو مصير الحيوانات غير الخالدة. يا لهذا التعليم الخطير الذي يجعل الانسان يستهتر بمصيره الأبدي فيعيش في الشر والخطية دون خوف من دينونة أو عذاب في جهنم النار، على إعتبار أنه سيتلاشى عند موته كأنه لم يكن موجودا ً في وقت من الأوقات. ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس عن جهنم والدينونة؟

لقد قال ربنا يسوع الصادق والأمين "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد. ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها. بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (متى ١٠ : ٢٨).

وقال: " فإن كانت عينك اليمنى تعثرك فإقلعها وإلقها عنك. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يلقى جسدك كله في جهنم" (متى ٥ : ٢٩).

أما عن الوجود في جهنم فيقول الكتاب أن له طابع الأبدية والعذاب الكثير "ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين. ولا تكون راحة نهارا ً وليلا ً" (رؤيا يوحنا ١٤: ١١).

ولا نظن أن أحدا ً يجهل مثل لعازر والغني الشرير الذي ذكره الرب يسوع في إنجيل لوقا ١٦، وكيف فتح عينيه في لهيب الهاوية وطلب أن يعطى قطرة ماء ليبرد بها لسانه بسبب العذاب ولم يعط له .

 

إن شهود يهوه سيقفون أمام عرش المسيح الأبيض للدينونة والطرح إلى أبد الآبدين في جهنم بسبب إنكارهم لشخصه المبارك، وتأثيرهم المميت على نفوس الناس الذين يضلونهم "ولكن كان أيضا ً في الشعب أنبياء كذبة. كما سيكون فيكم أيضا ً معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذي إشتراهم يجلبون على أنفسهم هلاكا ً سريعا ً. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يجدف على طريق الحق. وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة. الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس" (رسالة بطرس الثانية ٢: ١- ٣). 

إن لنا الكثير لنوضحه عن شهود يهوه، ولكننا نكتفي بهذا، راجين أن تقودك هذه الكلمات إلى معرفة ربنا يسوع المسيح كالفادي والمخلص بالايمان. له المجد والكرامة من الآن وإلى أبد الآبدين. أمين .