كيف نتخلص من العادات السيئة؟

 كيف نتخلص من العادات السيئة؟

 
أعزائي الباحثين،
 

لا شك أن ضعف الطبيعة البشرية هو المسبب الرئيسي للعادات السيئة ، التي تترك أسوأ الأثر في نفس وضمير من يمارسها، خاصة إذا كانت هذه العادات مرتبطة بشر الطبيعة الساقطة الموجودة في كل إنسان. وسواء كانت العادات السيئة " عادية " أو شريرة ، فإنه يمكننا التغلب عليها إذا اتخذنا بعض الخطوات التي ترشدنا إليها كلمة الله.

 

أولا ً، التدريب :

يقول الرسول بولس " لذلك أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائما ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (اعمال الرسل ٢٤ : ١٦). فلكي نحصل على ضمير مستريح ومحرر نحتاج إلى التدريب. وهذا يعني أن نلاحظ الأسباب أو الظروف أو البيئة التي تقودنا لممارسة الأعمال السيئة، فنسعى لتجنبها كي لا نفسح لها المجال للتأثير علينا سلبيا ً. وهذا يتطلب أيضا تدريب الإرادة فينا لإتخاذ القرارات المناسبة بعدم الإستجابة لنداء العادات السيئة عندما نرى أنفسنا محاصرين بالظروف المسببة لها.

 

ثانيا ً، التغذي بكلمة الله:

التدريب يكون أكثر فاعلية إذا إرتبط بقراءة كلمة الله الحية، بحيث أن التغذي بها يؤثر إيجابا على حواسنا كما يقول الكتاب "وأما الطعام القوي ( أي كلمة الله ) فللبالغين، الذين بسبب التمرن صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (الرسالة إلى العبرانيين ٥ : ١٤). فقراءة الكلمة المقدسة بشكل مستمر تشحن أذهاننا بالأفكار المقدسة، مما يساعدنا على التمميز بين الخير والشر. ولكون العقل البشري هو الذي يأمر الحواس للعمل، فكم هو مهم أن يكون العقل مشحونا ً بالأفكار المقدسة، لكي يستخدم الحواس في عمل ما هو مقس أيضا ً والإبتعاد عن ممارسة العادات السيئة. " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملا ً متأهبا ً لكل عمل صالح" (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس ٣ : ١٦ و١٧).

 

ثالثا ً، الصلاة :

قال الرب يسوع لتلاميذه في الليلة التي أسلم فيها للصلب "إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة، أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف" (متى ٢٦ : ٤١). فالصلاة تشكل علاجا ً فعالا ً لضعف الجسد عندما تتحرك فيه الشهوات او الرغبة الجامحة لتنفيذ أي من العادات السيئة. ويكفينا أن الرب يسوع هو الذي وصف لنا هذا العلاج لنطمئن على أنه علاج ناجع وفعّال.

 

رابعا ً، إعتماد سياسة الهرب من الخطية:

 الهرب من الوسائل الناجحة جدا ً للإنتصار على العادات السيئة عندما تتوفر الظروف لممارستها، حتى ولو كانت مرتبطة بأجسادنا الضعيفة كما قال الرب. فالرسول بولس يقول لتيموثاوس " أما الشهوات الشبابية فاهرب منها، واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس ٢ : ٢٢). ويقول لأهل كورنثوس "أهربوا من الزنى " (الرسالة الأولي إلى كورنثوس ٦: ١٨). ففي حربنا الروحية لا بد أحيانا ً من الهرب، عندما نرى أن الأمور حولنا قد أصبحت تشكل خطرا ً علينا. والهرب يتم بمغادرة المكان المعرضين فيه للتجربة، أو الإنشغال بعمل أمور مفيدة في المنزل أو الحديقة ، أو ممارسة أي نوع من الهوايات او الرياضة، أو الإشتراك في نشاطات جماعية مع أشخاص نرتاح لوجودهم وصداقتهم.

 

خامسا ً، إتخاذ موقف من العادات السيئة:

تقول الكلمة، "كونوا كارهين الشر ، ملتصقين بالخير" (الرسالة إلى رومية ١٢:٩).  إن الإنسان يرغب عادة بعمل الأمور التي يحبها. فإذا لم يعوِّد الإنسان نفسه على النظر إلى العادات السيئة كشيء محتقر ومكروه ويجب الإبتعاد عنه، سيكون من الصعب عليه التخلص منها "لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير" (الرسالة إلى رومية ١٢: ٢١). 

 

وأخيرا ً نقول أن الثقة بالله من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح كالمخلص من الخطية والموت، يمنحنا طبيعة روحية تساعدنا في التغلب على الشر وكل العادات السيئة. فالروح القدس الذي يمنحه الله للمؤمنين يعمل على إرشادهم وتشجيعهم على الإبتعاد عن كل ما يؤذي مشاعرهم وضمائرهم. كما أن نعمة الله تعلمنا إذا سلمنا نفوسنا إليها "أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس ٢ : ١٢). ولربنا يسوع المسيح المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد. آمين.