بعد قيامته المجيدة من بين الاموات ، ظهر الرب لمريم التي عرفته عندما ناداها باسمها " فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلم . قال لها يسوع لا تلمسيني لاني لم اصعد بعد الى ابي. ولكن اذهبي الى اخوتي وقولي لهم اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم" (يوحنا ٢٠ : ١٦ و ١٧).
لقد منع الرب مريم من لمسه على الرغم من انه في نفس الاصحاح سمح لتوما الذي كان مشككا بأمر القيامة ان يلمسه عندما "قال لتوما هات اصبعك الى هنا وابصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا. اجاب توما وقال له ربي والهي" (يوحنا ٢٠ : ٢٧ و ٢٨).
فلم تكن المسألة اذن انه ممنوع لمس جسد الرب بعد القيامة. ولكن الرب اراد من منعه لمريم ان تلمسه هو ان يعلمها درسا مهما لازما لها ولنا جميعاً، وهو ان العلاقة مع الرب المقام لم تعد علاقة عاطفية مرتبطة بالجسد وحدوده، وانما اصبحت علاقة روحية معه كالرب الذي سيصعد الى السماء ويكمل معاملاته مع احبائه على الارض من خلال الروح القدس الذي كان مزمعا ان يرسله ليسكن فيهم في يوم الخمسين .
لقد كانت لمريم عواطف جياشة تجاه الرب الذي احبته بكل جوارحها لسبب انه خلصها من الشياطين السبعة التي كانت تسكنها وتعذبها (مرقس ١٦ : ٩ ولوقا ٨ : ٢). من اجل هذا اراد الرب ان يعلمها ويعلمنا انه بعد القيامة لم تعد العواطف الجسدية هي المطلوبة، مع انه يقدرها الى التمام، ولكن ان تكون عواطفنا واشواقنا هي الاشواق الروحية المبنية على حقائق الكلمة المقدسة، والتي نعبر بها عن سجودنا وتعبدنا لشخصه المبارك المقام والجالس في يمين العظمة في الاعالي يشفع فينا، بحيث ان هذا النوع من العواطف السامية هو الذي يشبع قلب الله والمسيح الآن.
لقد قال الرب يسوع مرة للمرأة السامرية عند البئر عن هذا النوع من العبادة "ولكن تأتي ساعة وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لان الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدوا" (يوحنا ٤ : ٢٣ و ٢٤)، له المجد والعظمة والسلطان الى ابد الآبدين. آمين.
Trouble logging in? Simply enter your email address OR username in order to reset your password.
For faster and more reliable delivery, add response@zawia360.com to your trusted senders list in your email software.